Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
pmfs3s.over-blog.com

هذه المدونة موجهة لطلبة السنة الثالثة تدريب رياضي تهتم بمقياس مشروع مذكرة التخرج

دروس خاصة بالسنة الثالثة رياضة تخصص تدريب رياضي

منهجية: مقياس مشروع مذكرة التخرج

تمهيد:

 تسعى علوم وتكنولوجيات النشاطات البدنية والرياضية لتطوير نشاط بحثي وعلمي متعدد التخصصات pluridisciplinaire ( تبدأ من التحكم في الحركة إلى علوم الأعصاب، البيو-ميكانيكا، البيولوجيا، الفيسيولوجيا، العلوم الاجتماعية، علوم التسيير وعلم النفس علم الاجتماع .....) فهي منذ النشأة والتأسيس لا تمتلك ميدان بحث خاص بها وحدها بل تشارك موضوعها مع تخصصات أخرى وهذا يطرح صعوبة التحديد المنهجي لماهو تابع لحقل علوم الرياضة وتكنولوجيات التربية البدنية وبين ما يدخل في مجال تخصصات وعلوم أخرى مجاورة لها ومتداخلة معها

وهذا ما يفسر التعدد في المقاربة العلمية والمنهجية لهذا التخصص والتي تعكس بدورها تنوعا وثراء في التخصصات المدرسة للطلبة.

 فيما يخص درسنا فهو موجه لطلبة تخصص: التدريب الرياضي، هذا التخصص الذي يهدف إلى تكوين اشخاص محترفين في التدريب الرياضي، في التنشيط الرياضي، في التحضير البدني والنفساني للرياضيين، وأيضا موجه لتوفير إطارات رياضية يمكنها تأطير الجمعيات والنوادي الرياضية، الرابطات والاتحادات الرياضية.....

أي المطلوب من الطلبة عند التخرج التدخل والعمل مع عموم الناس: أطفال مراهقين، راشدين وحتى مسنين ... وهذا في جميع مستويات التدريب سواء كان ذلك : مع المبتدئين أو مع المحترفين ورياضيي النخبة أو كان للترفيه والتنشيط ،  لكل ذلك يقدم للطلبة تكوينا يشمل مجموعة من الدروس العلمية والنظرية تكون ذات علاقة مع الدروس العملية والتطبيقية، مع الميل وتفضيل  تخصص رياضي بعينه  لكل مجموعة.

- مقياس مشروع مذكرة التخرج يهدف بالأساس الى تمكين طلبة السنة الثالثة /ليسانس  من استخدام مختلف الإجراءات والأدوات المنهجية وكذا مختلف المعارف التي اكتسبوها خلال فترة التكوين  في بناء  وتأطير  الموضوعات التي سيختارونها لمذكرات تخرجهم .

وهذا يفرض التذكير بمجموعة من الأفكار والمعلومات الضرورية للشروع في أي بحث أو دراسة علمية على رأسها تحديد ما معنى البحث العلمي وما هي شروطه بمعنى أخر معرفة : من يبحث ، عن ماذا يبحث ، كيف يبحث وأين يبحث .

الدرس الأول :الروح العلمية

مقدمة :

المعرفة العلمية هي مجموعة من المعارف المنسجمة المتعلقة بظاهرة ما، حادثة ما موضوعا ما سواء كان طبيعيا أو إنسانيا. وإنتاج هذه المعارف يخضع لنشاط ذهني وفكري منظم، ومخطط  أي ممنهج / يخضع لمنهج وطريقة في البحث العلمي ، هذه الخصائص التي تميز البحث العلمي والباحث ندعوها الروح العلمية  التي هي سلوك واستعداد ذهني أساسي ، وهذا ما يفرق بين المعرفة العلمية الناتجة عن عمل بحثي منهجي ومنظم والمعرفة غير العلمية وغير الخاضعة للعمل المنهجي وغير المتسمة بالروح العلمية .

خصائص الروح العلمية:

يمكن تميز عدد من الخصائص الأساسية المحددة للروح العلمية كالتزام علمي وخلقي لدى الباحث والطالب الباحث:

1       الملاحظة

2       المساءلة

3       الاستدلال

4       المنهج

5       التفتح الذهني

6       الموضوعية

1/الملاحظة

بصفة عامة الملاحظة هي المعاينة، الفضول، الرغبة في الاطلاع التي يشعر بها أي شخص عادي بدرجات متفاوتة تجاه ظاهرة أو شيء ما .

يصبح هذا الفضول وهذه المعاينة علمية عندما يتطور هذا الفضول إلى اهتمام وعناية مركزة لفهم ظاهرة أو كائن أو شيء أو موضوع ما في محيطنا. وهذا ما ندعوه الملاحظة العلمية باعتبارها مقدمة لفهم الظواهر وتحديد مكونتها واكتشاف اسباب حدوثها وما الفائدة العلمية والعَملية المرجوة من فهمها وتحليلها.

 

 

مراحل بناء الملاحظة :

يمر بناء الملاحظة العلمية على مراحل ثلاثة تنقل الميل نحو الملاحظة البسيطة العادية للظواهر والأشياء إلى ملاحظة مميزة بالروح العلمية والبناء المنطقي للملاحظات والمشاهدات والمعاينات المنجزة من طرف الباحث :

المرحلة الأولى : تتميز بالملاحظة بالمشاهدة  باعتبارها معاينة ورؤية لشيء ما ، شخص ما  أو  لموضوع ما ، موجود ويشكل موضوعا للاهتمام والنظر .

المرحلة الثانية : هي مستوى أعمق من المشاهدة والمعاينة وهي التعرف على ما نشاهد ونعاين من حيث هو شيء معروف أم لا ، هل سبق مشاهدته والتعامل معه أم لا  وكيف يمكن تحديده ومعرفة مكوناته .

المرحلة الثالثة : وهي مستوى أكثر دقة وتحديدا لما قمنا بمشاهدته وتعرفنا عليه وهي التقييم : تقيم ما تمت معاينته ومعرفة وجوده من حيث قابلية ما تم ملاحظته  للقياس وللتكميم وللتجربة عليه ، مما يتكون وماهي العلاقات الممكنة بين هذه المكونات من جهة وبين ما يربطه بالمحيط والعالم الخارجي   وماهي الاستنتاجات الممكن استخلاصها .

(وكل هذا يحدث وفقا لجملة من الأدوات والمعايير والتقنيات المنهجية سنأتي على شرحها لاحقا في الدروس القادمة)

أهمية الملاحظة

تكمن أهمية الملاحظة في تمكين الباحث من معرفة وفهم  الوقائع / الظواهر / والأشياء كما هي موجودة   من جهة ، ومن جهة أخرى في توفير البيانات والمعلومات والإحصاءات التي تسمح باختبار مدى سلامة وصحة الفروض / الفرضيات  المصاغة  في بحث ما وتجربتها وتحليلها  على اسس علمية ووفقا للروح العلمية .لذا فالملاحظة العلمية انشغال أولي وضروري لكل باحث.

2/ المساءلة

كي تُضبط الملاحظة بفعالية يتطلب على الباحث طرح الأسئلة والتساؤلات الضرورية لضبط وتحديد ما نشاهده ونعاينه ونتعرف إليه ونقيمه سواء أكان ظاهرة طبيعية أو حدثا رياضيا أو اجتماعيا أو غيره، فمساءلة الظاهرة بطرح الأسئلة المناسبة سواء قبل

 

الملاحظة ،بغرض معرفة وتحديد ماذا يجب أن نلاحظ من بين جملة كبيرة من الظواهر أو طرح أسئلة وتساؤلات خلال و اثنا الملاحظة مما يسمح للباحث بانتقاء وتحديد مكونات

 الظاهرة أو الموضوع الذي يراد التركيز عليه أثناء الدراسة، وهذا لأن الملاحظة لا تحدث دون تحضير وترتيب مسبق لجملة من التساؤلات الدالة على حيرة علمية ورغبة في العرفة .

لذا فإن حب التساؤل لدي الباحث بغرض الحصول على إجابات تفسر وتشرح ما يحيط بنا من ظواهر يدخل في صلب ما دعوناه الروح العلمية.

السؤال / التساؤل / والمساءلة هي اساس وانطلاقة  ومفتاح  كل معرفة علمية  على اعتبار أن كل معرفة علمية هي إجابات عن تساؤلات تم طرحها بطريقة علمية ومنهجية .

وإذا فكرنا مليا في معنى المساءلة وما يختفي ضمنيا خلفها ، نجد أن الدافع إلى المساءلة هو الشك والتشكيك في سلامة وصحة ما هو متوفر من معطيات ومعلومات حول ظاهرة ما ،  هذا الشك الإيجابي  يسمح بتجاوز المعرف المسبقة والعامة التي قد تحجب وتمنع طرح الأسئلة المناسبة لتحقيق المعرفة العلمية (1)

ولا يتحقق هذا الشك الإيجابي إلا بتوفر حرية في التفكير تنطلق من كون العلم باعتباره أجوبة وإثباتات وتأكيدات على صحة وسلامة ما تم التوصل إليه ولكنها أجوبة تتميز بكونها  مؤقتة،  نسبية وليست مطلقة إذ ( لايوجد في العلم يقين مطلق ،بتعبير كارل بوبر K.popper.)على هذا الأساس يستمر تساؤل العالم والباحث دون توقف إلى غاية اكتشاف علاقات ، قوانين جديدة أو فهم وتحليل جديد  هو الأخر سيكون محل شك من طرف باحثين أخرين لنفيه أو إثباته .

3/ الاستدلال

إن المساءلة لا تحدث بصفة عرضية أو عفوية إنما هي ناتجة عن جهد وفعل ذهني وفكري رصين ومتعقل يقوم على الاستدلال العقلي الذي يمنح للباحث أدوات التفكير والتقصي والبحث والتساؤل حول الظواهر.

1يمكن توسيع هذه الفكرة باطلاعكم على مؤلفات الإبستمولوجي: غاستونباشلارGaston Bachelard    في نظريته حول تطور المعرفة العلمية. باعتبارها تجاوزا لعدد من العوائق المعرفية منها عائق المعرف المسبقة والعامة.

ففهم المدركات والمشاهدات وتحليل عناصرها المكونة ، وتحديد الترابطات فيما بينها هي عملية استدلال وبناء عقلي / فكرى ينقل ما تم ملاحظته والتساؤل حوله من معطيات حسية مادية إلى مفاهيم ومقولات عقلية مجردة تعديد صياغة الواقع في شكل أفكار ، في شكل مفاهيم ، في شكل قوانين وفي شكل نظريات  تفسر ظاهرة ما  أو أكثر .

وسيلة ذلك هو التجريد كعملية عقلية تعمل على معرفة وتحديد عناصر الظاهرة ومن ثمة عزل هذه العناصر وإعادة صياغتها وبنائها فكريا بعيدا عن المظهر والشكل والذي تبد وعليه الظاهرة في الواقع .

أهمية الاستدلال

تكمن أهمية الاستدلال بالنسبة إلى الروح العلمية في تحويل ما تمت ملاحظته ومعاينته  إلى مفاهيم ومقولات فكرية بواسطة التجريد   وهذا مطلب كل علم على اعتبار أن العلم  ليس معطى متوفر عفويا في الطبيعة وفي الواقع الحسي  بل هو عملية بناء وإعادة بناء مستمرة للظواهر وللوقائع بشكل مجرد ،هذا من جهة ومن جهة أخرى ، يسمح الاستدلال المجرد بتحليل الظواهر وتأويلها من خلال تحويل – اللا تنظيم واللا ترتيب واللا وضوح  المميز للظواهر والوقائع محل الدراسة -  إلى مقترحات مجردة منظمة ومرتبة  ومنسجمة وفقا لطريقة ولمنهج يسمح بالوصول إلى إستخلاصات ونتائج.

4/ المنهج

ينبغي للباحث والعالم المتميز بالروح العلمية ان يتوفر على طريقة ومنهج بحث لآن جوهر العلم هو المنهج :

 لأن أسئلة العلم المطروحة بناءا على  الملاحظة المنظمة والعلمية وكذا الاستدلال العلمي المنتج لمقولات أو مفاهيم أو مقترحات منظمة ومرتبة  غير متاحة وغير ممكنة من دون  توفر منهج  تحدده مجموعة من الإجراءات والخطوات الدقيقة ،الصارمة والمنظمة تستخدم على مراحل طوال مدة إنجاز البحث  ، تسمح بالوصول الى نتائج يمكن وصفها بالعلمية ،لآن المناهج والتقنيات المستخدمة في البحث تحدد النتائج المراد التوصل إليها .

إذن التنظيم والترتيب والصرامة ميزة لكل منهج علمي يدفع الباحث للتقيد والالتزام -حسب الروح العلمية -بتصور التنظيم والترتيب الذي يُمَكن من الوصول إلى نتائج علمية صحيحة .

أهمية المنهج

تكمن أهمية المنهج في كونها تسمح للروح العلمية بان تكون منظمة ومنهجية، خاضعة لمخطط ولوسائل إنجاز البحوث والدراسات.

كما أن المنهج يسمح بترتيب المقترحات والتساؤلات وبالتالي تحديد الخطوات وأدوات المنهجية الواجب توفيرها واستخدامها في بحث أو دراسة ما ، وهوما  يؤدي إلى تأكيد او نفي سلامة وصحة طريقة العمل المعتمدة وكذا ما تم التوصل إليه خلافا لذلك تظل استنتاجاتنا سطحية وعمومية .

 

5/ التفتح الذهني

من شروط الروح العلمية ضرورة توفر الباحث على تفتح ذهني ,انفتاح فكرى على معارف متعددة تسمح للباحث بتجاوز ما هو متعارف عليه وسائد من معارف الحس المشترك (المعرفة العامة ) وأحكامها المسبقة التي عموما لا تتلاءم مع صرامة الروح العلمية.

هذا التفتح الذهني والفكري يسمح بتصور طرق جديدة في التفكير وحلول جديدة ومبتكرة خارج ما هو متعارف عليه، ولا يتحقق ذلك إلا بتحكم الباحث في ذاته ورغباته بترك -الأحكام المسبقة والملقنة والمكتسبة -جانبا - أثناء البحث العلمي والالتزام بنتائجه حتى ولو جاء ت مخالفة لمعتقداتنا وأحكامنا العامة المكتسبة من تنشئتنا.

 

أهمية التفتح االذهني

يسمح التفتح الفكري والذهني  ليس - فقط عند بداية البحث ولكن اثناءه ايضا - بجعل الباحث مستعدا وبصفة مستمرة على قبول إعادة النظر فيما هو مسلم به وفي رواسب المعرفة العامة، وقبول فكرة عدم صحتها عند احتكامه إلى الوقائع والمشاهدات الميدانية .

بل حتى خطواته المنهجية ومقترحاته العلمية (فرضيات مفاهيم...) هي الأخرى تضل محلا  للتفتح واليقظة الذهنية التي تؤدي إلى بطلانها  وإثبات  عدم صحتها وسلامة منطلقاتها العلمية وحينها وجب عليه رفضها ودحضها ، وهذا في حد ذاته جزء من سيرورة تقدم البحث العلمي .(2) فالمعرفة العامة شيء و المعرفة العلمية شيء أخر وعلى الباحث أن يحطاط من مسلمات  الأولى  ويراجع باستمرار سلامة وصحة الثانية .

------------------------------- -------------------------     

2 يمكن تعميق هذه النقطة بالاطلاع على نظرية كارل بوبر  Karle popper فيما يخص مبدأ القابلية للتكذيب   كأساس لنفي أو إثبات صحة النتائج العلمية  وكآلية تسمح بتطور العلم  عن طريق تجاوز المسلمات والموضوعات التي لا تقبل التكذيب ولا تقبل التأكيد .

يمكن ايضا تعميق هذه الفكرة مع الفزيائي والإبستيمولوجي  توماس كوهين  Tomas Kuhn    فيما يخص بنية الثورات العلمية وأن الاكتشافات العلمية تتحقق عندما يسلك الباحثين ممرات وطرق بحث غير معروفة عند العجز عن تقديم إجابات ضمن ما هو معروف من أنساق علمية .

6/ الموضوعية

هي الصفة الأكثر التصاقا وتمييزا للروح العلمية ، باعتبار العمل العلمي هو عمل موضوعي من حيث هو محايد وغير منحاز ، من جهة ابتعاد الباحث عن الذاتية وتجنب المصالح الشخصية ، ومن  جهة  وصف الباحث للشيء أو الظاهرة بصدق كما هي معطاة ومُتَمظهرة في الواقع  . لذا  فالبحث الموضوعي هو البحث الذي يتضمن وصفا دقيقا ومطابقا للواقع من دون تدخل للميول سواء كانت عاطفية أو ايديولوجية أو غيرها من النزعات الشخصية التي قد تؤثر على سلامة وصحة نتائج البحث أو التحليل والتأويل الذي نقدمه للوقائع والظواهر.

ومشكلة الموضوعية والذاتية مطروحة على حد سواء في العلوم الطبيعية وما يعرف بالعلوم الإنسانية ولكنها أكثر طرحا في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية عموما بسبب تداخل الظواهر الاجتماعية والاقتصادية ولكون الباحث في حد ذاته جزءا من مجتمع البحث ، ولكن ذلك لا يمنع من ضرورة حرص الباحث على ترك مسافة وهامش بينه وبين موضوع بحثه يسمح له بتحديد العوامل الذاتية وتأثيراتها الممكنة على مسار البحث كي يتجنب المساس بمصداقية وموضوعية العمل العلمي المنجز.

وهذا الوعي بتداخل ما هو ذاتي مع ما هو موضوعي هو ما يمكن تسميته بالنقد والروح النقدية للباحث كصفة ملازمة للروح العلمية.

وأهمية النقد بالنسبة للموضوعية، لاتكمن فقط في كون عملية النقد هي هدم للمسلمات والأفكار المسبقة فقط ، ولكنها تكمن أيضا في قبول الباحث الأحكام والأراء والتعليقات التي  يبديها باحثون أخرون حول بحثه   لأن النقد  العلمي هو السبيل الوحيد للاعتراف بصواب وجدية العمل المنجز .

خلاصة : الروح العلمية   إذن هي استعداد  ذهني يكتسبه الباحث  عن طريق الممارسة والتجربة ، ويؤطر الروح العلمية ستة مفاهيم كبرى تميزها وهي :

- الملاحظة من حيث هي معاينة وفحص الظاهرة بكل اهتمام وعناية ودقة

- المساءلة من حيث هي فعل طرح الأسئلة المناسبة التي تحصر الملاحظة وتسمح بمعرفة وتقيم الشيء الملاحظ، ووسيلتها في ذلك الشك الإيجابي في المسلمات وفي المعارف السابقة والمعارف العامة من أجل طرح الأسئلة الصحيحة.

- الاستدلال من حيث هو تصور ذهني وفكري للظواهر وللأشياء يسمح بواسطة التجريد من صياغة وإعادة صياغة الوقائع والملاحظات في شكل تصور مفاهيم، ومقولات نظرية مجردة.

- المنهج من حيث هو طريقة ووسيلة تنظيم البحث بصرامة ودقة وفق خطة وإجراءات منهجية متعارف عليها علميا. على اعتبار أن العلم يُعرف بمنهجه وبالمنهجية المستعملة.

-التفتح الذهني: باعتباره موقفا يسمح بتصور حلول وإجابات أخرى ممكنة غير تلك المألوفة والمتعارف عليها يعتمد على التحكم في الذات وقبول الآراء والأفكار المخالفة لما هو سائد سواء في بداية تحضير البحث أو خلال إنجازه.

- الموضوعية: باعتبارها ضرورة رؤية ومعالجة الظواهر والأشياء بأكبر صدق ممكن كما تبدو في الواقع، من دون انحياز سواء إيديولوجي او شخصي أو مصلحي وليتحقق ذلك وجب على الباحث التزام النقد الإيجابي لمقترحاته وتحليلاته من طرف زملائه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الدرس الثاني

خصائص واساليب التفكير العلمي

للعلم خصائص واسلوب  في التفكير تختلف عن أسليب وخصائص المعارف الأخرى غير العلمية  لذا من الضروري طرح التساؤل التالي :

-          1/ ما الذي ندعوه علما ؟ أو  ما العلم ؟

العلم هو نشاط ذهني / عقلي يهدف إلى إنتاج معارف مميزة عن بقية المعارف الأخرى باستخدام وسائل وادوات خاصة به تتيح الوصول إلى معارف دقيقة صارمة  ومنظمة ،تتميز بتوفرها على منهج وعلى تقنيات ومفاهيم  وقوانين ونظريات تتصف بالموضوعية والقابلية للتأكيد أو النفي .

إذن التفكير العلمي هو تفكير مبني على منهجية وعلى نتائج قابلة للاختبار والتأكيد  بناءا على إجراءات منهجية خاصة وصارمة .

 

2/ أنواع المعارف: يمكن تميز نوعين من المعرفة:

-         الأولى: معرفة غير علمية: تشمل المعرفة العامة والعاديون المعارف السحرية، وغيرها من معارف الحس المشترك التي لا تخضع لمنهج منظم ومنسجم يقوم على التجربة والبحث الميداني.

-          الثانية: المعرفة العلمية : هي المعرفة المبنية على إدراك الظاهر بصفة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق الحواس والتحقق منها حيث أنها معرفة متنامية باستمرار تعمل على تطور المعارف والحقائق  العلمية وفقا منهجية معينة .

 

-          3/ ماهي مصادر المعرفة العلمية

 

-         تحاول الأبستمولوجيا باعتبارها مجالا  لدراسة اسس العلم ونشأته، الإجابة على هذا التساؤل: باقتراح مصدريين للمعرفة:

 

-         المصدر الأول: الاستقراء: من حيث هو استدلال مستمد من ملاحظة وقائع أو ظواهر خاصة بغرض استنتاج افتراضات عامة حول الظاهرة أو الواقعة، بمعنى أن المعرفة العلمية منشأها هو التجربة الحسية وملاحظة الواقع والميدان. أي الأسبقية في بناء التصور العلمي هي لجمع الملاحظات عن الظواهر بهدف الوصول إلى استنتاجات تسمح بوضع افتراضات يتم اختبارها أو مقارنتها لاحقا . (مثال العلوم التجريبية)

 

-         المصدر الثاني : الاستنباط : هو استدلال مستمد من افتراضات عامة ينجزها الباحث  بصفة قبلية  وبطريقة ذهنية يعمل على التحق من صحتها وصدقها في الواقع من خلال التجربة أو البحث الميداني  . أي ان العلاقات والارتباطات فيما بين الظواهر هي بناء فكري يتم التحقق منه في الواقع بصفة بعدية (مثل الرياضيات وعلوم الفيزياء).

 

-         وهناك اتجاه (مصدر) ثالث وهو الأقرب لما هو سائد في مجال البحث العلمي في شتى العلوم يقوم هذا الاتجاه على: الجمع أو التركيب بين الاستقراء والاستنباط على اعتبار أن النمطين لايمكن الفصل بينهما لأن المعرفة العلمية للظواهر والوقائع طبيعية كانت أو اجتماعية يتطلب جمع الملاحظات والمعلومات عنها بغرض الاستنتاج وبناء الفرضيات والمقترحات العلمية من جهة، ومن جهة ثانية هذه الملاحظات والاستنتاج ليست سوى استنباط لتصور أو افتراض مبني ذهنيا بغرض التحقق منه تجريبيا أو ميدانيا.

 

-         لغة العلم

للمعرفة العلمية لغتها التي تختلف عن اللغة المستخدمة في الحياة اليومية وفي المعارف الأدبية وتتميز هذه اللغة بالدقة والضبط وعدم الإيحاء بأكثر من معنى حول الظاهرة الواحدة وبعدم التناقض وتكون مستمدة من مجال تخصص الباحث.

 

 وما يميز لغة العلم هو: الانسجام: انسجام العلاقة المنطقية بين الألفاظ المستخدمة وكذا الدقة، الوضوح.

 

-         النظرية: وهي مجموعة المفاهيم والمصطلحات، التعريفات والافتراضات ذات الصلة ببعضها البعض والتي تقترح رؤية وتصور منظم ومنسجم للظواهر يعمل من جهة على تفسيرها ومن جهة ثانية يعمل على توفير شروط التنبؤ والتوقع بحدوث الظواهر ومسبباتها. وهذا ما يسمح بصياغة قانون يبين ميزة ظاهرة ما أو العلاقة بين ظاهرتين يتم اختبارها والتحقق منها.

إذن النظرية هي تصور لحل وتفسير علمي موضوعي ومنهج يمكن تعميمه على الظواهر والوقائع المشابهة ويمكن توقع حدوثها في نفس الشروط والظروف الفيزيائية أو الاجتماعية.

 

 

-         أهداف العلم :

المعرفة العلمية ليست معرفة عبثية أو معرفة من أجل المعرفة فهي ذات أهداف نلخصها فيما يلي :

 

-         من غايات العلم: الوصف باعتباره تمثيلا مفصلا وصادقا عن الظاهرة وعن الواقع الحسي المشاهد أو المعاش. العلم يصف الأشياء كما هي لا يتخيلها.

 

-         من غاياته ايضا التصنيف باعتباره ترتيبا وتجميعا للأشياء والظواهر انطلاقا من مقياس واحد أو عدة مقاييس كالتشابه، التكرار، الانسجام والتوع .....

العلم إذن يصنف ويرتب بشكل منظم ومنسجم لما تم جمعه  وصفه من ظواهر ووقائع مادية وحسية

 

-         التفسير هو أيضا إحدى أهم غايات العلم باعتباره كشفا للعلاقات والروابط السببية التي تحكم الظاهرة  أو الواقعة المدروسة من حيث تفسير أليات حدوثها وشروط وظروف إنتاجها وتحديد العوامل والعناصر المشكلة لها والمؤثرة فيها.

العلم إذن يفسر الظواهر والوقائع ويبين اسباب حدوثها.

-         الفهم هو أيضا غاية من غايات التفكير العلمي لاسيما في علوم الاجتماع والنفس والاقتصاد والتخصصات المشابه ، باعتبار الفهم هو كشف لطبيعة الظواهر والوقائع والمعاني والدلالات التي تحملها   وكذا للمدلولات تعطى لها من طرف الباحث والمبحوث .

إذن العلم لا يقف فقط عند التفسير بمعنى تحديد العلاقات السببية  بل يتعدى ذلك إلى  محاولة فهم  المعاني والدلالات التي تحملها هذه الأسباب الارتباطات  المتحكمة في الظواهر بما في ذلك المعنى الذي يمنحه الباحث للظاهرة إن كانت طبيعية  وللدلالة التي يحملها كل من الباحث والمبحوث إن كانت الواقعة اجتماعية.

 

وهذه الأهداف و الغايات الأربعة ترتبط عامة بأنواع من البحوث التي قد تكون : بحوثا وصفية بحوثا تصنيفية، بحوثا تفسيرية، أو بحوثا فهيمة .

 

 

 

 

 

الدرس الثالث

أنواع البحث العلمي

 

كل بحث علمي يخضع لجملة من المقاييس التي تميز بحث عن أخر حسب الطريقة العلمية المتبعة ، والتي تعبر على المستوى التجريدي/النظري للبحث وعلى البحث في حد ذاته  من حيث هو تعميق مستمر ودقيق  للمعارف حول ظاهرة أو موضوع ما ضمن تسلسل /حلقة دائريية تبدا ببناء تصور(نظرية أو مفهوم) يستخدم  منهجية (اعتماد مناهج وادوات بحث )  بهدف الوصول إلى ملاحظات/مقترحات (معطيات محللة ونتائج مستخلصة ).

أو بصفة عكسية يبدأ البحث بـملاحظات ومقترحات ومن ثمة استخدام منهجية ينتجعنها  تصور ونظرية .

 

انطلاقا من هذا يمكن تحديد  عدد من أنواع البحوث :

1/ البحث الأساسي (la recherche fondamental )  يكون القصد فيه تطوير تعريف مصطلح أو مفهوم نظري  أي يدور موضوع  البحث حول المبادئ القاعدية للعلم وحول النظريات  من دون البحث في مجالات تطبيقها.

مثلا تخصيص بحثا حول الإنجاز الرياضي كمفهوم وجب تعريفه وتحديد مجالات تداخله مع مفاهيم  رياضية أخرى مثل  الاستعداد ،أو الموهبة ، أو التدريب.

 

2/ البحث التطبيقي  (la recherche appliqué) ن يهدف هذا النوع من البحوث إلى تقديم تفسيرا أو توضيحات حول مشكلة عملية مطروحة تتطلب حلا ومعالجة ميدانية  .

مثلا  إنجاز بحث حول التدريب الرياضي والبدني للتلاميذ في الثانوي و المردود الدراسي من خلال توضيح اثار النشاط الرياضي الممارس على تطوير القدرة على الاستيعاب والفهم .

 

3/ البحث فعل/ البحث في الميدان   ( la recherche action)  وينتمي هذا النوع من البحوث إلى البحوث التطبيقية ولكنه يتميز بكون الباحث  يعمد إلى المعايشة والمشاركة  الداخلية لموضوع بحثه  باعتباره مشارك ، يتفاعل ويتأثر ويؤثر في واقع ما ضمن مجموعة أو مؤسسة .

 

مثلا   إنجاز بحث حول تأثير التفاعل الاجتماعي(الاستماع ،الاهتمام ، المشاركة ، التضامن ، التعاون ...)  بين المؤطريين الرياضيين وأفراد النادي الرياضي على سرعة اكتساب المهارات والإحساس بالانتماء لدى الرياضيين.

 

ملاحظة هامة: عموما هذه الأنواع الثلاثة من البحوث حاليا تكاد تكون متداخلة ويجمع أحيانا فيما بينها جميعا في نفس الدراسة .

مثلا فقد نشرع في إجراء بحث نظري اساسي حول مفهوم الإنجاز الرياضي ولكننا يمكن أن نربطه بغاية تطبيقية وعملية وهي تطوير القدرة على اكتساب المهارات الرياضية  والتي بدورها قد تنضج وتتضح نتيجة المعايشة والمشاركة داخل المجموعة .

*هذا التقييم يجرنا إلى طرح أخر يقوم على  تميز أنواع البحوث ، ليس من خلال المقاصد / الأهداف  ولكن من خلال نوع المعطيات والبيانات المتحصل عليها حيث يتم التميز بين نوعين من البحث:

1/ البحث الكمي: ويتعلق بالدراسات التي تعمل على جمع المعلومات والأدلة والإحصاءات وكل المعطيات التي تقبل التكميم (الحساب) والقياس (التجربة والاختبار

2/البحث الكيفي : ويتعلق بجمع معطيات وبيانات غير قابلة للقياس ولا للإختبار  و إنما تهدف من هذه البيانات الكشف عن مشكلة وتوضيحها بهدف فهمها  .

 مثال ذلك تطبيق مثلا تقنية السيرة الذاتية(الحياة)  في وصف وسرد حياة رياضي مشهور مثلا   أو تاريخ  فرقة رياضية كبيرة ، المعلومات المجموعة لا يمكن قياسها وتجربتها  ولكن فقط يمكن توضيحها وفهمها وفهم ارتباطاتها.

وهذا النوع من البحث الكيفي يميز عادة أغلب الأبحاث في مجال العلوم الإنسانية وجزء كبير من الأبحاث في المجال الرياضي.

 

*كما  يمكن وصف البحوث العلمية حسب الفترة الزمنية التي يحدث فيها البحث :

-      قد يكون البحث يتناول دراسة ظاهرة أو واقعة في مدة زمنية واحدة ومحددة وهو ما يطلق عليه بالبحث المتزامن sychronique

 مثل دراسة نشأة كرة القدم في إنجلتر نهاية القرن التاسع عشر مثلا   أي يدرس الموضوع في مرحلة محددة . وقد تكون الدراسة المتزامنة آنية  (تحدث الأن) مثل دراسة تقنيات السباحة حاليا .                         

- وقد يكون البحث يتناول تطور ظاهرة أو مشكلة خلال مدة زمنية متعاقبة وعلى فترات متتالية ومتتابعة ويسمى بحثا متعاقبا diachronique.

مثال ذلك القيام ببحث حول قياس المشاركة النسوية  في الألعاب الأولمبية في نهاية القرن العشرين .إذ يتطلب الأمر تتبع هذه المشاركة في عدة فترات متعاقبة ومتلاحقة بغرض مقارنتها وإستخلاص النتائج .

 

-      وقد يكون البحث العلمي حول موضوع ما يتوزع على عدة مراحل زمنية متقطعة  بحيث يتم تكرار مراقبة وتتبع الظاهرة على مراحل متباعدة  على مدى سنوات مثلما يحدث في الملاحظة بالمشاركة .وهو ما يعرف بالبحث المكرر / المتكرر la recherche par panel  

مثال: كأن نقوم بدراسة تأثير النشاط البدني والرياضي على مردودية عملية التعليم لدى المتمدرسين، بحيث يتم تتبع مجموعة من التلاميذ في الابتدائي مثلا  لفترة زمنية معينة ، ثم العودة لنفس المجموعة لتتبعها في المتوسط مثلا وكذا في الثانوي .. لمدة زمنية أخرى لقايس ومعرفة  ذلك التأثير.

 

*قد يُعرف نوع البحث العلمي أيضا بالمجال الجغرافي أو الرمزي الذي يحدث فيه  وهو نوع من البحوث التي يتم القيام بها على مستوى محلي ضيق أو على مستوى إقليم أو جهة ما أو على مستوى وطني أو دولي .

مثال :

1 - دراسة تطوير الرياضة في الوسط الجامعي بجامعة باجي مختار (بحث محلي )

2- بحث حول ألعاب الفروسية في الهضاب العليا (بحث جهوي )

3- دراسة حول استراتيجية الحكومة الجزائرية في مجال التربية البدنية (بحث وطني )

4- أثار برنامج الأمم المتحدة للتنمية على نشر النشاط الرياضي بإفريقيا ( بحث دولي / إقليمي).

*وقد يعرف نوع البحث العلمي من خلال موقع وطريقة جمع المعطيات والبيانات فيأخذ البحث صفة الطريقة المتبعة في البحث ومنه :

1- البحث الميداني : وهو نزول الباحث إلى الميدان الذي تجرى به الدراسة لجمع المعلومات والمعطيات التي تمكنه من الإجابة على  مقترحاته وافتراضاته وكذا اختبارها

مثال : القيام بدراسة ميدانية (عن طريق المقابلة أو الاستمارة أو الملاحظة بالمشاركة ...) حول استخدام أساتذة الرياضة تقنية المقاربة بالكفاءات وسرعة اكتساب المهارات البدينة لدى طلاب الثانوي .

2-البحث المخبري : حيث يقوم الباحث باختبار فرضياته  داخل مخبر  خصص لتجربة صحة مقترحات الباحث العلمية بواسطة جمع البيانات عن طريق الملاحظة والتسجيل السمعي البصري ومختلف أجهزة القياس والتكميم مع إمكانية أعادة الاختبار والتجربة للتأكد من صحة ما تم التوصل إليه .

مثال: دراسة العلاقة بين ضبط تسارع التنفس السليم وسرعة الاسترجاع من الإعياء العضلي.

3-البحث الوثائقي ويعتمد على جمع البيانات والمعطيات من الوثائق والمستندات السمعية البصرية والجداول الإحصائية والأرشيف الذي يشكل   مادة علمية تخضع للتصنيف والتحليل وللمقارنة.

مثال : دراسة مثلا  الصورة النمطية للرياضي النجم من خلال أرشيف الصحافة الرياضية .

 

*يمكن أيضا تصنيف وتعريف أنواع البحوث من خلال العناصر المختارة أو الوحدات المنتقاة من طرف الباحث للتركيز عليها أثناء البحث فنميز هنا ثلاثة أنواع من البحث :

1/ البحث الشامل : ويكون  شاملا   لأنه يمس  جميع أفراد ووحدات مجتمع البحث ،فهو كلي لأنه لا يكتفي بعينة من مجموعة ما ولكن يدرس جميع أفراد ووحدات المجموعة سواء كانت مبحوثين أفراد أو وثائق أوبيانات إحصائية  .

- مثلا : القيام بدراسة تتصمن  مسحا شاملا  عن الممارسة الرياضية لدى فيئة الطلاب الجامعيين  بجامعة عنابة ،بحيث توجه الأسئلة لجميع الطلبة والتحليل يكون لجميع بيانات الطلبة ، تخصصاتهم ، فئتهم العمرية ، مواقفهم ، اتجاهاتهم .....

والصعوبة في هذ ا النوع من البحوث تكمن في معالجة الكم الكبير والهائل من المعلومات والبيانات والربط فيما بينها.

2/ البحث بالمعاينة : وتجري الدراسة في هذا النوع من البحوث على عينة أو جزء من مجتمع البحث الكلي اعتمادا على كون الفئات أو الوحدات أو  العناصر المختارة  تتوفر على شرط التمثيل للمجموعة ككل  مما يسمح  بتعميم النتائج وسلامة الاستنتاجات المعممة  من الجزء على الكل .

مثال :  بحث  حول  التدريب الرياضي للطلبة الرياضيين  و مستوى النتائج  المحققة في الرياضة الجامعية : حيث يمكن دراسة هذه العلاقة من خلال اختيار عينة /مجموعة من المدربين والطلبة  في كل تخصص رياضي  والقيام بالبحث  على مستوى طرق وبرامج التدريب وعلى مستوى المشاركة في المنافسات والنتائج المحققة ..  .......

3/ البحث المونوغرافي : ويخص الدراسات الوصفية التي تهتم بوحدة واحدة فقط من مجتمع البحث قصد الفهم والتوضيح  ومن ثمة التعميم على كامل مجتمع البحث من خلال دراسة حالة واحدة.

مثال : تطوير ممارسة الرياضة الجامعية  بجامعة عنابة : دراسة حالة لقسم الرياضة والتربية البدنية .

 

*يمكن أيضا أن تصنف أنواع البحوث حسب التخصص العلمي ونميز هنا ايضا ثلاثة مستويات / انواع من البحث وهي :

1/ البحث التخصصي  وهو الدراسة العلمية التي تكون في تخصص واحد  في ميدان  علمي معين  حسب تكوين الباحث وتخصصثه ، مثل البحوث المتخصصة في  الفيزياء مثلا أو في الجغرافيا أو في الكيماء أو في الطب أو علوم الرياضة وتكنولوجيات التربية البدنية وغيرها ...... على إعتبار أن كل علم له موضوعة ومناهجه وترسانته المفهومية من مصطلحات ومفاهيم ونظريات .....

2/ البحث المتعدد التخصصات pluridisciplinaire :وهي البحوث التي تجمع  خلال  االدراسة بين أكثر من باحث من تخصصات مختلفة ومتعددة لدراسة وفهم موضوع معين  من وجهات نظر علمية  مختلفة وبصفة منفصلة توفر رؤية وتفسير علمي متعدد الجوانب والتخصصات .

مثال : دراسة العنف في المجال الرياضي : الذي يمكن أن يشترك فيها :

-المتخصص في علم الاجتماع لمعالجة الموضوع سيسيولوجيا باعتبار العنف ظاهرة جماعية وإجتماعية لها إرتباطات بالتحولات الإجتماعية وتطورها.....

- المتخصص في علم النفس  انطلاقا من أن العنف ظاهرة وسلوك فردي يمكن عزله وفهمه كرد فعل لضغوط  ووضعيات نفسية  تقبل التحليل النفسي ....

- المتخصص في الفيزيولوجيا باعتبار أن   العنف إنفعال وإضطراب جسدي وعصبي .......

- المختص في القانون على اعتبار العنف ظاهرة تتطلب الضبط القانوني والمؤسساتي .....

وهكذا تقدم عدة قراءات وتحليلات  لنفس الظاهرة  من زواية متعددة التخصصات

2/ بحث متداخل التخصصات interdisciplinaire: وهو الدراسات التي تجمع بين تخصصين أو أكثر لدراسة نفس الموضوع من طرف الباحث أو الباحثين، وهذا من خلال التركيز على تقاطع التخصصات والتفسيرات المقدمة للظاهرة ونقاط الالتقاء  للخروج برؤية ونظرة شاملة لموضوع الدراسة.

مثال :تأثير التدريب الرياضي العلمي على السلوك التنافسي للرياضين .

هذا المثال سيعالج من خلال الجمع من جهة بين التدريب الرياضي العلمي كتخصص من حيث هو تقنيات حركية وتصورات بيداغوجية لطرق التدريب وأهداف مسطرة لتحقيق الإنجاز الرياضي من جهة ، ومن جهة ثانية تناول السلوك التنافسي من حيث هو شعور وإحساس الرياضي بضرورة تحقيق الذات من خلال النجاح الرياضي وهذا يدخل في صلب تخصص علم النفس الرياضي  والتحليل النفسي .... .

مما يسمح في النهاية بتوفير رؤية شاملة للموضوع يتقاطع فيها علوم الرياضة وعلوم النفس .

3/البحث العابر للتخصصات transdisciplinaire: ويخص البحوث العلمية ذات الطابع المعرفي / الأبستمولوجيا  التي تسعى إلى وضع لغة وتصورات علمية مشتركة بين عدد من التخصصات لعلمية المتشابهة  من حيث المناهج المستخدمة وتقنيات البحث ومن حيث المفاهيم والمصطلحات والهدف من ذلك البحث عن منهجية مشتركة بين عدة فروع علمية .

مثال : الممارسة الرياضية مثلا كموضوع بحث هي ليست حكرا فقط على علوم /علم الرياضة والتربية البدنية ولكنها أيضا تشكل موضوعا لعلم الاجتماع الرياضي وعلم النفس الرياضي  ولعلوم الحركة والفيزيولوجيا .. أي أن البحث في هذا الموضوع هو عابر للتخصصات التي توفر مناهج وتقنيات دراسة قابلة للتوحيد والتشارك فيما بينها.

 

  • طالع الشكلين كملخص لحلقة البحث وأنواع البحث

 

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article